الصحافة الرقمية ومستقبل الإعلام العربي

الصحافة ومستقبل الإعلام العربي: تحولات رقمية وتحديات 2025

في عام 2025، يشهد الإعلام العربي تحولاً جذرياً مدفوعاً بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الصحافة ليست مجرد نقل أخبار، بل صناعة محتوى تفاعلي يعتمد على البيانات والابتكار، وفقاً لتقرير “نظرة على الإعلام العربي – رؤية مستقبلية 2025” الصادر عن نادي دبي للصحافة. هذا التقرير، الذي يغطي خمسة قطاعات رئيسية – الإعلام المرئي، المسموع، النشر، الإعلانات، والألعاب الإلكترونية – يبرز أن سوق الإعلان يبقى الأكبر حصة سوقية، بينما ينمو قطاع الفيديو بسرعة، مدعوماً ببنية تحتية رقمية متنامية في دول مثل الإمارات والسعودية. مع تسارع الرقمنة، يواجه الإعلام العربي تحديات مثل فقدان الثقة في المحتوى التقليدي وتأثير الخوارزميات على توزيع الأخبار، لكنه يحمل فرصاً هائلة في تخصيص المحتوى عبر الذكاء الاصطناعي، مما يعيد تشكيل الصحافة نحو مستقبل أكثر تفاعلاً وتأثيراً.

التحول الرقمي ودور الذكاء الاصطناعي

أبرزت قمة الإعلام العربي 2025 في دبي، التي انطلقت في مايو، دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام، حيث ناقشت كيفية استخدامه في تخصيص المحتوى وتسريع الإنتاج، كما في منصات مثل “نتفليكس” و”سبوتيفاي”. التقرير يشير إلى أن التقنيات الناشئة، مثل الواقع المعزز والمحتوى المغامر، ستحدد مستقبل الصحافة العلمية العربية خلال 2025-2035، خاصة في مواجهة الأزمات الصحية والبيئية، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وصناعة تقارير استشرافية. في المنطقة، شهدت السعودية نمواً متسارعاً في البودكاست، الذي يمثل أكثر من 80% من إيرادات الإعلام المسموع، بينما تواجه الصحافة المطبوعة تحديات بنيوية، مع تحول نحو الإصدارات الرقمية الملائمة للهواتف الذكية. هذا التحول يعزز القدرة التنافسية، لكنه يثير مخاوف بشأن فقدان الوظائف التقليدية، حيث يُتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 42% من المهام الإعلامية، مما يتطلب تطوير مهارات جديدة للإعلاميين.​​

التحديات الرئيسية أمام الصحافة العربية

تواجه الصحافة العربية في 2025 تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك الحقيقة المحاصرة بسبب الخوارزميات التي تفضل المحتوى الترفيهي على الاستقصائي، كما ناقشت قمة الإعلام في دبي. التقرير يسلط الضوء على تغير سلوك الجمهور، حيث يفضل 70% من الشباب العربي المحتوى الرقمي القصير، مما يقلل من الإيرادات التقليدية للصحف المطبوعة والتلفزيون. كما أن التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مثل التحيز في التوصيات والانتشار المضلل، تتطلب تشريعات واضحة لتنظيم الاستخدام، خاصة في ظل الاستثمارات الحكومية في الإمارات والسعودية التي تقدم حوافز للإنتاج الرقمي. في مصر، على سبيل المثال، يعاني الإعلام من نقص التمويل للصحافة الاستقصائية، رغم جهود المرصد المصري للصحافة الذي أطلق تدريبات حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة الاستقصائية. هذه التحديات تؤثر على الثقة العامة، حيث انخفضت مصداقية الإعلام التقليدي بنسبة 25% في المنطقة خلال العام الماضي، بسبب المنافسة من المنصات الاجتماعية.

فرص النمو والممارسات المستقبلية

رغم التحديات، يحمل مستقبل الإعلام العربي فرصاً هائلة، حيث يُتوقع نمو سوق الإعلان الرقمي بنسبة 15% سنوياً حتى 2030، مدعوماً باستراتيجيات التحول الرقمي الوطنية في الإمارات ومصر. قمة الإعلام 2025 أكدت على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مع اتفاقيات تعاون بين مؤسسات عربية وعالمية لتطوير المهارات، بما في ذلك ورش عمل حول الذكاء الاصطناعي والبودكاست. في قطاع النشر، تفتح الكتب الإلكترونية والصحف الرقمية آفاقاً جديدة، بينما يزداد التركيز على المحتوى المغامر والواقع المعزز لجذب الجمهور الشاب. كما أن الابتكار في البحث والتطوير سيحدد القدرة التنافسية، مع توقعات بأن يصبح الإعلام العربي فاعلاً عالمياً إذا اعتمد على التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. في الختام، يعتمد مستقبل الصحافة العربية على مواكبة التحولات الرقمية والتشريعات الأخلاقية، لتحويل التحديات إلى فرص لصناعة إعلام مؤثر ومستدام، كما رأت قمة دبي 2025.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *