مشهد الأخبار في العالم العربي
مشهد الأخبار في العالم العربي
يشهد مشهد الأخبار في العالم العربي تطورات متسارعة منذ عام 2025، حيث تبرز التغيرات التقنية، تصاعد دور المنصات الرقمية، وتغير سلوك الجمهور بشكل عميق. يعكس واقع الإعلام العربي اليوم لحظة فارقة بين الأخبار العاجلة، التي تخطف انتباه المتابعين لفترة وجيزة، وبين القصص الإخبارية العميقة التي توضح السياق وتفسر خلفيات الأحداث، بحسب ما ناقشته قمة الإعلام العربي 2025 في دبي.
التحول نحو المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي
تتصاعد أهمية المنصات الرقمية في نقل الأخبار، مع استثمار المؤسسات الإعلامية في التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، لتحسين إنتاج المحتوى ومكافحة التضليل المعلوماتي. يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز موثوقية الخبر عبر التدقيق السريع والتحقق من المصادر، مع ظهور أدوات جديدة تحدد التريندات الإيجابية، كما حدث مع أخبار الإنجازات التنموية في الإمارات مثل مشاريع الفضاء والابتكار. يتوقع خبراء أن الحضور الرقمي سيزداد، مع توسع استخدام البودكاست والفيديو القصير، بينما تستمر الصحافة المطبوعة في مواجهة تحدي استمرارها.
تغير سلوك الجمهور العربي
يميل الجمهور العربي بشكل متزايد إلى تفضيل القصص التفاعلية والمحتوى القصير، مع انجذاب أكبر إلى الأخبار المأسوية أو المثيرة للجدل، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى انتشار الترندات السطحية على حساب الأخبار العميقة. تشير جلسات قمة الإعلام العربي إلى أن المؤثرين على المنصات الاجتماعية أصبحوا ينقلون الأحداث بشكل أسرع وأكثر إحساساً من المؤسسات الإخبارية التقليدية، لكن جودة التحليل والسياق تبقى ميزة أساسية للمنصات المؤسسية.
تحديات وممارسات إعلامية حديثة
يوجه مشهد الأخبار العربي تحديات كبيرة أهمها:
- سرعة إصدار الأخبار وضغط المنافسة بين المنصات، مما قد يؤدي لفقدان التحليل العميق لصالح الخبر العاجل أحياناً.
- انتشار أخبار التريند التي قد تصنع من أحداث هامشية، ويضيع معها الخبر الحقيقي وسط التغطية السريعة.
- الفجوة الكبيرة بين المتوقع من الإعلام الاقتصادي وحركة التنمية الفعلية في المنطقة، ما يستدعي تطوير الإعلام الاقتصادي لمواكبة الإنجازات وتفسير السياسات.
حيث أكدت قمة الإعلام العربي أن تطوير القطاع الإعلامي يتطلب الاحترافية، صدق المعلومة، والاعتماد على أحدث أساليب التدريب والتقنيات الإعلامية.
مستقبل الإعلام ومخرجات القمم الإقليمية
يسعى الإعلام العربي لتوسيع الاهتمام بالتقنيات التحويلية والذكاء الاصطناعي، مع وضع خطط طويلة المدى لتدريب الإعلاميين الشباب وتعزيز صناعة المحتوى، كما أُعلن في قمة الإعلام العربي الأخيرة عبر منتديات وورش عمل استضافت شخصيات مؤثرة من 26 دولة. الهدف هو صناعة محتوى يعكس الهوية العربية، يواجه التحديات المتغيرة ويواكب المعايير المهنية العالمية